فصل: قال زكريا الأنصاري:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وفي هذه الآية ردّ لقول الرّوافض بأنهم كفروا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فحاشا ثم حاشا، وهل يعد اللّه هذه المغفرة والأجر إلّا لأوليائه الّذين ثبتوا على ما عاهدوا اللّه عليه وماتوا على ما واثقوا رسوله به، راجع الآية 10 من سورة الحشر المارة تقف على ما يتعلق في هذا البحث.
أما ارتداد من لم يتمكن الإيمان في قلوبهم ولم تتشربه جوارحهم عند وفاته صلى الله عليه وسلم ولا يكون دليلا لقولهم، كيف وقد أخبر رسول اللّه عنهم فيما أخرجه الترمذي عن عبد الرحمن بن عرف أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: «أبو بكر في الجنّة وعمر في الجنّة وعثمان بن عفان في الجنّة وعلي بن أبي طالب في الجنّة وطلحة في الجنّة والزبير في الجنّة وعبد الرّحمن بن عوف في الجنّة وسعد بن أبي وقاص في الجنّة وسعد بن زيد في الجنّة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنّة».
وأخرج عن سعيد بن زيد مثله وقال هذا أصح من الأوّل وعن أنس بن مالك قال قال صلى الله عليه وسلم «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر اللّه عمر وأشدهم حياء عثمان وأقضاهم علي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرأهم أبيّ بن كعب، ولكل قوم أمين وأمين هذه الأمة عبيدة بن الجراح، وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر أشبه عيسى في ورعه، قال عمر فتعرف له ذلك يا رسول اللّه؟ قال نعم» أخرجه الترمذي في موضعين. وروى البخاري عن أنس «أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال أثبت أحد (قال أنس أراه ضربه برجله) فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان» وهذا من الإخبار بالغيب ومن جملة معجزاته صلى الله عليه وسلم لأن عمر وعثمان ماتا شهيدين وقضية قنلهما معروفة ومشهودة رضي اللّه عنهما وأرضاهما راجع الآية عشرة من سورة الحشر تجد ما يتعلق بهذا- وروى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه» فبعد هذا أيها النّاس أيليق بمسلم أن يذكر أصحاب محمد بسوء، وهل يجوز أن يقال فلان منهم أخطأ وفلان أصاب ولو فعل كذا لكان كذا وقد جفت الصّحف ورفعت الأقلام بما وقع منهم، وهم أعلم النّاس وأحسنهم وأرضاهم للّه بعد رسوله، فعلى العاقل أن يكف لسانه وسمعه عن ذكرهم إلّا بخير، ويعتقد أن ما وقع منهم مجرد اجتهاد تحروا فيه الحق، وإن ساحتهم براءة مطهرة من كلّ ما هو خلاف الأولى بحسب اجتهادهم رضي اللّه عنهم وأرضاهم وحشرنا في زمرتهم، واللّه يتولى المغالين بعد له وينصر المؤمنين بفضله، ويمكنهم من أعدائهم بقوته، ويعلي كلمتهم برحمته آمين.
هذا واللّه أعلم.
وأستغفر اللّه.
ولا حول ولا قوة إلّا باللّه العلي العظيم.
وصلّى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدّين، ومن تبعهم بإحسان آمين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الفتح مدنية.
{مبينا} تام عند أبي حاتم بجعل لام {ليغفر} لام القسم كما مر نظيره وقال غيره إنها لام كي فلا يوقف على {مبينا}.
{عزيزا} تام وكذا {مع إيمانهم}.
{حكيما} تام.
{وتوقروه} كاف.
{وأصيلا} تام.
{فوق أيديهم} كاف.
{على نفسه} أكفى منه.
{عظيما} تام.
{لنا} كاف.
{في قلوبهم} حسن.
{نفعا} كاف.
{خبيرا} حسن.
{بورا} تام وكذا {سعيرا}.
{من يشاء} كاف.
{رحيما} تام.
{نتبعكم} حسن وكذا {كلام الله} و{تتبعونا}.
{من قبل} كاف وكذا {تحسدوننا}.
{إلا قليلا} تام.
{أو يسلمون} كاف.
{حسنا} جائز.
{أليما} تام.
{ولا على المريض حرج} حسن.
{الأنهار} كاف.
{أليما} تام.
{يأخذونها} كاف.
{حكيما} حسن.
{الناس عنكم} تام عند أبي حاتم.
{مستقيما} كاف وكذا {قد أحاط الله بها}.
{قديرا} حسن وكذا {ولا نصيرا}.
{من قبل} كاف.
{تبديلا} حسن.
{عليهم} كاف.
{بصيرا} تام وكذا {محله} و{بغير علم} عند أبي حاتم.
{من يشاء} كاف.
{عذابا أليما} حسن.
{وأهلها} تام وكذا {عليما}.
{لا تخافون} صالح.
{قريبا} تام.
{كله} صالح.
{شهيدا} تام.
{محمد رسول الله} حسن إن جعل {محمد} مبتدأ و{رسول الله} خبره وليس بوقف إن جعل {رسول الله} نعتا لمحمد لان قوله: {والذين معه} حينئذ معطوف على {محمد} فلا يحسن الوقف قبل ذكر المعطوف.
{رحماء بينهم} حسن وكذا {ورضوانا} و{من أثر السجود} لكن كل منهما أصلح مما قبله {مثلهم} أي صفتهم.
{في التوراة} تام والمعنى مثلهم في التوراة أنهم أشداء على الكفار الخ كذا {بهم الكفار} والمعنى ومثلهم في الإنجيل انهم كزرع أخرج شطأه فآزره الخ وقيل الوقف على {في الإنجيل} لا على {في التوراة} ولك أن تقول يوقف على كل منهما والمعنى على هذين القولين ومثلهم في التوراة والإنجيل انهم أشداء على الكفار الخ وعليهما يبتدأ بكزرع أي هم كزرع الخ.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الفتح مدنية، كلمها خمسمائة وستون كلمة وحروفها ألفان وأربعمائة وثمان وثمانون حرفًا.
{مبينًا} (تام) عند أبي حاتم بجعل لام {ليغفر} لام القسم قال أبو جعفر ورأيت الحسن بن كيسان ينكر مثل هذا على أبي حاتم ويخطئه فيه ويعيب عليه هذا القول ويذهب إلى أنها لام كي فلا يوقف على مبينًا لأنَّ الله أراد أن يجمع لنبيه صلى الله عليه وسلم الفتح في الدنيا والمغفرة في الآخرة فلما انضم إلى المغفرة شيء حازت حسن معنى كي قاله ثعلب قال عطاء الخراساني ليغفر لك الله ما تقدم يعني من ذنب أبويك آدم وحوّاء ببركتك وما تأخر من ذنوب أمتك بدعوتك فالإضافة في ذنبك من إضافة المصدر لمفعوله أي ذنب أمتك لأنَّه لا يسوغ لنا أن نضيف إليه عليه الصلاة والسلام ذنبًا وروي أنَّه عليه الصلاة والسلام لما قرأ على أصحابه {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} قالوا هنيًا لك يا رسول الله فمالنا فنزل {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات} الآية ولما قرأ {ويتم نعمته عليك} قالوا هنيًا لك يا رسول الله فمالنا فنزلت {وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} ولما قرأ {ويهديك صراطًا مستقيمًا} أنزل الله في حق الأمة {ويهديكم صراطًا مستقيمًا} ولما قرأ {وينصرك الله نصرًا عزيزًا} أنزل الله {وكان حقًا علينا نصر المؤمنين} ذكره القشيري.
فائدة نفيسة:
قال المسعودي من قرأ سورة الفتح في أول ليلة من رمضان في صلاة التطوع حفظه الله ذلك العام.
{عزيزًا} تام عند الأخفش وهو رأس ثلاث آيات من أولها متعلقة بالفتح.
{في قلوب المؤمنين} ليس بوقف لأنَّ اللام بعده لام كي.
{مع إيمانهم} حسن ومثله {والأرض}.
{حكيمًا} تام عند أبي حاتم ولا يوقف على {خالدين} فيها لعطف ما بعده على ما قبله.
{سيئاتهم} كاف.
{عظيمًا} ليس بوقف لأنَّ ما بعده منصوب عطفًا على ما قبله ومثله في عدم الوقف {والمشركات} لأن الذي بعده نعت لما قبله {ظن السوء} بفتح السين والإضافة قال في الصحاح وشاعت الإضافة إلى المفتوح كرجل سوء ولا يقال سوء بالضم وفيه إضافة الاسم الجامد وقوله ولا يقال يرد بالقراءة المتواترة {عليهم دائرة السوء} لكن فرق بين إضافة المصدر وغيره انظر ابن حجر على الشمايل.
{ظن السوء} حسن ومثله {دائرة السوء} وكذا {ولعنهم}.
{جهنم} كاف.
{مصيرًا} تام.
{والأرض} كاف.
{حكيمًا} تام ومثله {ونذيرًا} عند أبي حاتم لانتقاله من مخاطبة الرسول إلى مخاطبة المرسل إليهم وذلك من مقتضيات الوقف عند غيره لأنَّ بعده لام كي فلا يوقف من قوله: {إنا أرسلناك} إلى {وأصيلًا} لأن الضمائر كلها لله فلا يفصل بينها بالوقف ووقف أبو حاتم السجستاني على {ونذيرًا} وعلى {ويوقروه} فرقًا بين ما هو صفة لله وبين ما هو صفة للنبي صلى الله عليه وسلم ووسمه بالتام وقال لأن التعزير والتوقير للنبي صلى الله عليه وسلم والتسبيح لا يكون إلا لله تعالى وقرأ ابن عباس {ويعززوه} بزايين من العزة وخولف في ذلك لأن قوله: {ويسبحونه} موضعه نصب عطفًا على {ويوقروه} وكان الأصل ويسبحونه فحذف النون علامة للنصب فكيف يتم الوقف على ما قبله مع وجود العطف على هذه الصفة والهاء في {يسبحوه} تعود على الله تعالى والهاء في {ويوقروه} تعود على النبي صلى الله عليه وسلم فالكلام واحد متصل بعضه ببعض والكناية مختلفة كما ترى.
{وأصيلًا} تام والأصيل العشي ومنه قول النابغة:
وقفت فيها أصيلًا كي أسائلها ** أعيت جوابًا وما بالربع من أحد.

{إنما يبايعون الله} جائز على استئناف ما بعده.
{فوق أيديهم} كاف للابتداء بالشرط مع الفاء.
{على نفسه} أكفى مما قبله وعند ابن نصير لا يوقف عليه حتى يأتي بالثاني والأولى الفصل بين الفريقين.
{عظيمًا} تام.
{من الأعراب} ليس بوقف للفصل بين القول والمقول.
{فاستغفر لنا} كاف.
{في قلوبهم} حسن.
{نفعًا} كاف وكذا {خبيرا}.
{أبدًا} حسن ومثله {في قلوبكم} وكذا {ظن السوء}.
{بورًا} تام ومثله {سعيرًا}.
{والأرض} جائز.
{ويعذب من يشاء} كاف.
{رحيمًا} تام.
{لتأخذوها} ليس بوقف لأن المحكي لم يأت بعد.
{ذرونا نتبعكم} حسن.
{كلام الله} أحسن مما قبله.
{لن تتبعونا} حسن.
{من قبل} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل في معنى الجواب لما قبله.
{بل تحسدوننا} كاف لأن بل الثانية لرد مقولهم والأولى من جملة المقول.
{إلاَّ قليلًا} تام.
{من الأعراب} ليس بوقف للفصل بين القول والمقول.
{أو يسلمون} كاف للابتداء بالشرط مع الفاء.
{أجرًا حسنًا} حسن وعند ابن نصير لا يوقف عليه من قبل ليس بوقف لأن جواب الشرط لم يأت بعد.
{أليمًا} تام.
{ولا على المريض حرج} كاف ومثله {الأنهار}.
{أليمًا} تام.
{عن المؤمنين} ليس بوقف لأن قوله: {إذ يبايعونك} أراد وقت يبايعونك فهو ظرف لما قبله وهذه بيعة الرضوان واستحالة عمل في الزمن الماضي معلومة.
{تحت الشجرة} حسن.